جاري التحميل...

رحلة النور من غرفة طين

الجسرة الإخبارية
السبت 18 أكتوبر 2025

في زمنٍ مضى لم تكن فيه جدران الإسمنت قد علت بعد، كانت حكايات الإنجاز تُنسج من جدران الطين المتواضعة وألواح الخشب البسيطة.

هناك حيث تتلاصق البيوت في "الفرجان" القديمة، كان لصوت الأطفال وهم يتعلمون القرآن لحنٌ يملأ الأزقة بالأمل والنور.

تخيل معي صبيا لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره أنهى لتوه حفظ آخر آية من المصحف.

اليوم ليس كأي يوم آخر في حياته، فإنجازه هذا لن يمر بصمت بل سيتحول إلى احتفال مهيب تشهده "فريج" بأكمله، فكيف كانت قطر تحتفي بأهل القرآن قديما؟

قصة الاحتفال المهيب التي ننسجها اليوم تعيدنا إلى زمن كانت فيه غرف الطين واللوح الخشبي بداية رحلة النور، حيث تحول إنجاز صبي في الثالثة عشرة من عمره إلى مناسبة يشارك فيها الجميع.

ينطلق الموكب من أمام "الكُتّاب"، يسير فيه الصبي مرفوع الرأس مرتديا أجمل ثيابه بجانب "المطوع" الذي علمه.

وخلفهما يسير أقرانه الصغار في صفوف منتظمة، ترتفع أصواتهم بإنشاد جماعي مهيب لدعاء ختم المصحف الشريف مرددين "الحمد لله الذي هدانا.. للدين والإسلام واجتبانا.. آمين".

هذه قصة احتفال النور التي كانت تجوب شوارع قطر قديما، حيث كان السكان يستقبلون الموكب الصغير بتقديم "الروبيتين" هدية لحافظ القرآن.

وتكتمل فصول الحكاية عند وصولهم إلى منزل والد الحافظ، حيث تنتظرهم وليمة كبيرة وتكريم خاص للمعلم، عرفانا بجهده في صناعة هذا المجد.
 

شاهد المزيد من القصص