يحمل العلم القطري بلونه العنبي المميز قصة تاريخية فريدة ترتبط بالتراث البحري للبلاد، حيث لم يأتِ اختيار هذا اللون من فراغ، بل له جذور تعود إلى عصور قديمة حين اكتشف العلماء صدفة حلزونية خاصة في جزيرة بن غنام.

هذه الصدفة الحلزونية من فصيلة "موركس" تحتوي على صبغ أرجواني فريد، كان أهل قطر الأوائل يستخرجونه لصباغة الأعلام، وعند تعرضها لأشعة الشمس، تبهت الألوان لتتحول من الأرجواني إلى العنبي المعروف اليوم في العلم القطري.

يروي التاريخ أنه في ثلاثينيات القرن الماضي، اقترحت البحرية البريطانية على قطر استخدام اللون الأحمر في علمها، لكن قطر تمسكت بهويتها وتجاهلت هذا الطلب، واعتمدت اللون العنبي الذي يعكس تراثها الأصيل.

أما الرؤوس المسننة التسعة التي تفصل الجزء العنبي عن الأبيض في العلم، فترمز إلى مكانة قطر كالإمارة التاسعة المتصالحة على ساحل الخليج العربي، وفقاً للاتفاقية الموقعة سنة 1916.

ويبقى علم قطر بلونه العنبي المميز ورؤوسه التسعة المسننة رمزا للهوية القطرية المتجذرة في تاريخ المنطقة، يعكس الارتباط العميق بالبحر والتراث، ويؤكد على استقلالية القرار الوطني عبر التاريخ، حيث "اختلفت الأشكال والعنابي واحد".