جاري التحميل...

شجرة السمُرة.. حكاية تمتد من ظلال النبوة إلى صحراء قطر

الجسرة الإخبارية
الاثنين 02 يونيو 2025

في زمن بعيد، تحت ظلال شجرة مباركة، شهدت الأرض لحظة تاريخية خالدة، حيث كانت شجرة السمُرة شاهدة على بيعة الرضوان في الحديبية، حين استظل تحتها النبي الكريم ﷺ وبايعه أصحابه.

واليوم، في أرض دولة قطر الطيبة، تنبت هذه الشجرة نفسها، وكأنها تحمل في جذورها ذكريات تلك اللحظات المقدسة.

لكن ما الذي يربط بين تلك الشجرة التاريخية وصحراء قطر اليوم؟ الجواب يكمن في سؤال بسيط يطرحه كل عابر لحدود البلاد: لماذا سُمي المنفذ البري الوحيد بـ"أبو سمرة"؟ السر وراء هذا الاسم يحمل حكاية عجيبة تمتد عبر القرون.

يرى أهل قطر في السمرة مثالا للصمود، إذ تُشبه جذورها الراسخة بثبات أهل البلاد، كما ورد في المأثور الشعبي: "السمرة نفس القطري، عروقها في الأرض نابتة ما تتحرك، هذي ثابتة وثبتها رب العالمين".

تقف هذه الشجرة العجيبة في وجه الرياح الشمالية العاتية، وتحارب التصحر بجذورها الراسخة، وتحمي التربة من الانجراف، وبأزهارها البيضاء الكروية المسماة "البرم"، تُطعم النحل وتُنتج العسل البري الثمين، وبعمر يتجاوز المائة عام وشكل يشبه المظلة، تُلطف أجواء الصحراء القاسية.

لكن وراء هذا الجمال الظاهر، تكمن معركة خفية، فالسمرة تواجه خطرا حقيقيا يهدد وجودها بسبب مهاجمة حشرات مجهولة وأورام بكتيرية لها، في حرب صامتة قد تُنهي حكاية استمرت قرونا طويلة.

لكن وزارة البيئة والتغير المناخي تتصدى لهذا التحدي الخطير، وتبذل كل جهد ممكن للمحافظة على هذا لإرث النبوي والرمز البيئي الأصيل وحمايته من الاندثار.

شاهد المزيد من القصص