كيف وُلد الصرح الطبي الأول بالدوحة؟
في عام 1946، وقف الشيخ حمد بن عبدالله آل ثاني - رحمه الله- أمام قطعة أرض تحتضنها نسائم البحر، يحمل في قلبه حلما سيغير وجه الرعاية الصحية في دولة قطر إلى الأبد.
لم يكن يعلم وقتها أن هذه البقعة الصغيرة ستشهد ولادة أجيال كاملة من القطريين، وأن صوت أمواج البحر سيصبح جزءا من رحلة شفائهم.
اختار الشيخ حمد هذا الموقع بحكمة عميقة، مقابل وزارة الخارجية بجوار دار الحكومة والبنك الشرقي، وأهم من ذلك كله، على مقربة من البحر.
فهل تساءلت يوما لماذا البحر تحديدا؟ السبب يكمن في إيمانه بأن نسيم البحر والإطلالة الساحرة ستساعد في استشفاء المرضى وتحسين حالتهم النفسية.
ستتعرف من خلال قصتنا على أول صرح طبي في تاريخ دولة قطر، حيث بدأ العاملون بوضع حجر الأساس لمستشفى الدوحة.
وطوبة بعد طوبة، نما المستشفى ليصبح طابقا يضم معدات أساسية وعددا من الأسرّة، لكن كيف تحول هذا المبنى المتواضع إلى محطة حياة لأجيال بأكملها؟
شهد مستشفى الدوحة توسعا تدريجيا مذهلا، واستقطب أطباء من الهند للمساهمة في مهمته النبيلة.
أصبح هذا المكان بيت الولادة والشفاء لعدد لا يحصى من أبناء قطر، حيث خرجت أولى صرخات الحياة وتعافت أولى الجراح تحت سقفه المبارك.
وفي وقت لاحق، تحول مستشفى الدوحة إلى مستشفى عزل متخصص في استقبال المرضى أصحاب الأمراض المزمنة والمعدية.
واستمر يؤدي رسالته حتى أُزيل في إطار عملية التخطيط العمراني الحديث، لكن ذكراه بقيت محفورة في قلوب من عاشوا تلك الحقبة الذهبية من تاريخ الطب القطري.