جاري التحميل...

الدباغ.. يدٌ لامست قلوب المسكين

الجسرة الإخبارية
الجمعة 30 مايو 2025

في عام 1984، اجتمعت ثلة من المحسنين في الدوحة، يتباحثون أمور الفقراء والمحتاجين، وفي لحظة إلهام قد تبدو بسيطة اليوم، طرح الشيخ عبدالله محمد الدباغ سؤالا غيّر مجرى التاريخ الإنساني: "وش رايكم بمبادرة تهتم بشؤون الأيتام؟"

وُلد هذا الرجل الاستثنائي في الدوحة عام 1948، ونشأ ليصبح واحدا من أبناء دولة قطر الأوفياء الذين كرسوا حياتهم لخدمة الإسلام والمسلمين حول العالم.

عمل في بداية حياته بوزارة التربية والتعليم، كما شغل منصب مدير إدارة الأراضي في الدولة، لكن قلبه كان ينبض دائما بحب العمل الخيري والإنساني منذ ستينيات القرن الماضي.

في تلك الجلسة التاريخية عام 1984، حين كانت ثقافة التبرعات محدودة وعدد المؤسسات الخيرية قليلا، لم يكن أحد يتصور أن تلك المبادرة البسيطة ستلامس قلوب وحياة أكثر من 227 مليون شخص في 88 دولة حول العالم.

وافق الجميع على الاقتراح، وهكذا وُلدت "لجنة قطر لرعاية الأيتام" التي تحولت عام 1992 إلى "جمعية قطر الخيرية".

شهد الدكتور علي القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على تلك البدايات قائلا: "عندما أسس اللجنة كنت مستشاره وسافرنا معا في رحلات دعوية وتعليمية وكان مهتما بالضعفاء من الأطفال والنساء والفقراء وكل موجوع في العالم الإسلامي".

كان الشيخ الدباغ يقضي أكثر من ثلثي وقته في إيصال المعونات والتبرعات، حريصا على رفع اسم دولة قطر وإسهاماتها في المجال الإنساني.

وعندما اجتاحت المجاعات السودان والصومال وأماكن كثيرة حول العالم، كان هناك دائما، يقود جهود الإغاثة والدعم.

تحت قيادته الحكيمة، ازداد دور الجمعية في رعاية وكفالة الأيتام، حتى ساهمت في إنشاء قادة للمجتمع والعالم مثل الوزير الصومالي عبدالله نور والدكتور الباكستاني حياة الله عتيد.

وبعد وفاته عام 2023، أطلقت قطر الخيرية حملة لبناء مركز باسمه لرعاية الأيتام في تنزانيا، إكمالا لمسيرة العطاء التي بدأها.

يؤكد سعادة الشيخ حمد بن ناصر آل ثاني، رئيس مجلس إدارة قطر الخيرية الحالي: "إن اسم الدباغ اقترن مع قطر الخيرية باعتباره أحد مؤسسيها، فقد أرسى لبناتها الأولى ودعائمها الأساسية".

وفي مايو 2023، رحل هذا العملاق عن عالمنا عن عمر يناهز 75 عاما، تاركا وراءه إرثا عظيما في قلوب ربع مليار إنسان حول العالم.
 

شاهد المزيد من القصص