جاري التحميل...

غاز دولة قطر إلى أوروبا.. هل يتحقق الحلم القديم؟

الجسرة الإخبارية
الأحد 22 يونيو 2025

على أحد شواطئ مدينة إسطنبول الخلابة في عام 2009، التقى سُمو الأمير الوالد بالرئيس التركي السابق عبد الله غُل، لم يكن لقاء دبلوماسيا عاديا، بل كان بداية حلم جيوسياسي عملاق امتد لأكثر من عقد ونصف من الزمان.

في تلك اللحظة التاريخية، وُلدت فكرة مشروع يحمل في طياته القدرة على إعادة رسم خريطة الطاقة العالمية بأكملها.

"إننا حريصون على مد خط أنابيب للغاز من قطر إلى تركيا وسيتم تشكيل مجموعة عمل ستتوصل إلى نتائج ملموسة في أقصر وقت ممكن"، هكذا تحدث الأمير الوالد آنذاك، وكأنه يرسم ملامح مستقبل طاقوي جديد لم يكن العالم مستعدا له بعد.

وقد نسجت قصتنا لتكتشف معنا جوانب هذا المشروع الحلم الذي خطط له أن يكون بطول 1500 كيلومتر وتكلفة تقدر بـ10 مليارات دولار، وكان سيشق طريقه عبر قلب الشرق الأوسط، منطلقا من حقل غاز الشمال العملاق في دولة قطر، مرورا بالمملكة العربية السعودية والأردن وسوريا، وصولا إلى تركيا ومنها إلى قلب أوروبا العطشة للطاقة.

لكن كان يقف أمام هذا الحلم الطموح حجر عثرة تتمثل في نظام الأسد المخلوع، الذي كان يدير سوريا بقبضة حديدية، حيث لم يكن قراره نابعا من رؤية سورية خالصة، بل من إملاءات موسكو التي كانت تحمي مصالحها كمورد رئيسي للغاز الطبيعي إلى أوروبا.

واليوم، وبعد سقوط النظام الذي كان عقبة كبيرة أمام هذا المشروع، تتجدد الآمال مرة أخرى، ففي الحادي عشر من ديسمبر 2024، أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي عن أمل متجدد: "نأمل أن يتم إحياء مشروع نقل الغاز الطبيعي من قطر إلى أوروبا عبر تركيا".

فهل ستنجح هذه المرة الخطة التي وُلدت على شواطئ إسطنبول قبل عقد ونصف؟ وكيف يمكن لخط أنابيب واحد أن يغير موازين القوى في منطقة تعج بالتعقيدات؟ 
 

شاهد المزيد من القصص