من الدوحة للرياض في ساعتين فقط
هل تخيلت يوما أن تقطع المسافة البرية بين الدوحة والرياض في وقت أقل من مشاهدة فيلم سينمائي طويل؟ هذا لم يعد ضربا من الخيال، بل بات واقعا يلوح في الأفق مع الإعلان عن مشروع عملاق سيغير مفهوم السفر البري في المنطقة.
في خطوة استراتيجية كبرى تعكس عمق العلاقات الأخوية المتنامية، تم التوقيع رسميا خلال زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى المملكة العربية السعودية، على إنشاء أضخم مشروع قطار كهربائي عالي السرعة يربط بين العاصمتين الخليجيتين.
هذا "القطار الطلقة" سينطلق بسرعة مذهلة تتجاوز 300 كيلومتر في الساعة، ليحيل عناء الرحلة البرية التقليدية التي تستغرق 6 ساعات حاليا، إلى رحلة مريحة وآمنة لا تتجاوز ساعتين فقط، رابطا بشكل مباشر بين مطار حمد الدولي ومطار الملك سلمان الدولي في الرياض.
ويمتد هذا المشروع الطموح عبر شبكة سكك حديدية متطورة يبلغ طولها 785 كيلومترا، ولن يكتفي بالربط المباشر بين العاصمتين، بل سيمر عبر 5 محطات رئيسية تشمل مدنا سعودية حيوية هي الهفوف والدمام، مما يخدم قطاعا واسعا من المسافرين بقدرة استيعابية تتجاوز 10 ملايين راكب سنويا.
وبعيدا عن رفاهية السفر، يحمل المشروع بعدا اقتصاديا بالغ الأهمية، إذ سيشكل شريانا لوجستيا جديدا لنقل البضائع الخفيفة والمتوسطة، داعما سلاسل الإمداد وحركة التجارة البينية، عبر تقليل تكاليف التشغيل واختصار زمن تسليم البضائع بشكل غير مسبوق بين البلدين الشقيقين.
ومع توقع الانتهاء من إنجازه خلال 6 سنوات، فإن هذا المشروع لا يختصر المسافات الجغرافية فحسب، بل يعزز الترابط الاجتماعي، جاعلا من "كشتة" نهاية الأسبوع في الرياض أو زيارة الأقارب في الدمام خيارا سهلا ومتاحا، دون عناء الطريق الطويل أو إجراءات المطارات المعقدة.