كشفت الممرضة الأمريكية إيملي كالاهان، مديرة نشاط التمريض بمنظمة أطباء بلا حدود، في شهادة مؤثرة يوم 7 نوفمبر 2023، عن الأوضاع الإنسانية الكارثية بقطاع غزة بعد مهمتها الإنسانية هناك، مؤكدة أن قلبها ما زال معلقاً بالقطاع وسكانه الصامدين.

ووصفت كالاهان، خلال مقابلة بثتها شبكة "سي إن إن" الأمريكية، مشاهد مؤلمة لأطفال يعانون حروقاً بليغة في وجوههم وأطرافهم، ويُجبرون على مغادرة المستشفيات المكتظة فوراً بعد تلقي العلاج الأولي الضروري بسبب نقص الأسرّة والإمكانيات الطبية اللازمة.

وأشارت إلى أن هؤلاء الأطفال وغيرهم من الجرحى يُرسلون لمخيمات نازحين مكتظة تفتقر لأبسط مقومات الحياة، حيث المياه شحيحة لا تتوفر إلا لساعتين كل 12 ساعة، ومرافق صحية شبه معدومة في ظل اكتظاظ هائل يفاقم المعاناة.

من فضلكم ساعدونا

وأضافت بحسرة أن الأهالي المكلومين يحضرون أطفالهم المصابين للمراكز الطبية قائلين: "من فضلكم ساعدونا"، لكن الكوادر الطبية تقف عاجزة ومكبّلة الأيدي لعدم توفر الإمدادات اللازمة لعلاجهم وسط الحصار المطبق وشح المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع.

ولم تُخفِ كالاهان إعجابها العميق بصمود الكوادر الطبية الفلسطينية في المستشفى الإندونيسي وغيره، واصفة إياهم بـ"الأبطال الحقيقيين" الذين اختاروا البقاء رغم المخاطر الجمة والتهديدات الإسرائيلية، قائلين: "هذا مجتمعنا وعائلاتنا، إذا كانوا سيقتلوننا، فسنموت ونحن ننقذ أكبر عدد ممكن من الناس".

ورغم مغادرتها القطاع وعودتها لأمريكا، أكدت الممرضة أنها تركت قلبها في غزة، وأنها مستعدة للعودة فوراً "بغمضة عين" لمواصلة واجبها الإنساني، مشيرةً إلى أنها تتواصل يومياً مع زملائها هناك فقط لتسألهم: "هل أنتم على قيد الحياة؟".