نتفلكس خطر يهدد عقيدتنا
عندما يجلس طفلك أمام شاشته لمشاهدة "كارتون" على منصة نتفلكس، هل تتخيل أن ما يشاهده قد يحمل حوارات مثل "أنتم تعلمون أنني مثلي" أو "أنا معجبة بك ولدي مشاعر نحوك"؟
هذا بالضبط ما كشفه الفيديو، ليفتح ملفا أثار قلق الأسر في دول الخليج ودفع إلى دعوات واسعة للمقاطعة، حيث لم تكن المشكلة في مشهد واحد، بل في منهجية تبدو واضحة لتطبيع مفاهيم خطيرة تتعارض مع قيمنا المجتمعية والإسلامية.
مسلسلات موجهة للأطفال تتناول قضايا الشذوذ الجنسي بحوارات عادية وكأن الأمر لا يستحق التوقف عنده، في محاولة ممنهجة لجعل النشء يستوعب هذه المفاهيم باعتبارها جزءا طبيعيا من الحياة.
وما يثير الاستغراب أكثر أن بعض هذه الأعمال مدبلجة للعربية وبأصوات معروفة لها تاريخ طويل في الدبلجة، مما يضفي مصداقية أكبر لدى الأطفال ويسهل وصول هذه الرسائل إلى عقولهم دون أن ينتبه الأهل إلى خطورة المحتوى الذي يتلقونه.
وطالبت لجنة الإعلام الإلكتروني بدول مجلس التعاون الخليجي منصة نتفلكس بإزالة المحتوى المخالف، وهددت باتخاذ إجراءات قانونية في حال عدم الاستجابة لهذا الطلب.
ولم تعد والقضية محلية خليجية فقط، بل تحولت إلى حديث عالمي بعد أن قاد رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك حملة لمقاطعة نتفلكس بسبب أعمال موجهة للأطفال اعتبرها مؤذية وتمثل أجندات خفية، احتجاجا على مسلسلات تروج للتحول الجنسي رغم أنها مخصصة للأطفال من سن 7 سنوات.
ماسك، الذي يتابعه أكثر من 227 مليون شخص على منصة إكس، وجه رسالة واضحة لمتابعيه قائلا: "افعلوا ذلك من أجل صحة أطفالكم"، داعيا إلى إلغاء الاشتراكات في نتفلكس فورا.
وقد انعكس ذلك على أسهم الشركة التي شهدت تراجعا بنسبة 2% يوم الأربعاء، تلاه انخفاض إضافي بنسبة 2% يوم الخميس.
في دولة قطر وبقية دول الخليج، يتردد السؤال نفسه في كل بيت: كيف نحمي أبناءنا من هذا السيل الجارف؟ الحل يبدأ من الوعي والمتابعة الدقيقة لما يشاهده الأطفال، وعدم ترك الأمر للمنصات دون رقابة أسرية حقيقية.