بعد 1000 يوم.. الدوحة تعيد أناستاسيا لحضن والدتها
عندما تفصل الحرب طفلة عن أمها لأكثر من ألف يوم، تتحول كل لحظة إلى عذاب لا يُطاق، وتصبح العودة إلى الحضن الدافئ حلما يصعب تحقيقه، لكن الدبلوماسية القطرية حولت هذا الحلم إلى حقيقة.
أناستاسيا، طفلة أوكرانية لم تتجاوز الحادية عشرة من عمرها، عاشت كابوسا حقيقيا بدأ عام 2022 حين سافرت لزيارة أهلها في أوكرانيا، لتجد نفسها فجأة محاصرة بنيران حرب لم تختر أن تكون جزءا منها، ولا تعرف متى ستنتهي.
مرت الشهور ثقيلة على الأم والطفلة، والمسافة بينهما لم تكن جغرافية فحسب، بل مسافة من الخوف والقلق والشوق الذي يعتصر القلب، في ظل استحالة اللقاء بسبب الصراع المستعر الذي قلب حياة الملايين رأسا على عقب.
وبعد مناشدات طويلة ومحاولات يائسة لم الشمل، تدخلت الدبلوماسية القطرية بمنهجها الإنساني الراسخ، الذي يضع حماية الأطفال وتجنيبهم ويلات الصراعات في صدارة أولوياته، ويحفظ أرواحهم من أهوال الحروب التي لا ذنب لهم فيها.
وفي نهاية المطاف، عادت أناستاسيا إلى حضن أمها، بعد رحلة عذاب امتدت لأكثر من ألف يوم، في قصة إنسانية تؤكد أن الأمل يمكن أن ينتصر حتى في أحلك الظروف.
ومنذ بدء جهودها الإنسانية، تمكنت دولة قطر من لم شمل أكثر من 130 طفلا روسيا وأوكرانيا مع عائلاتهم، في مساهمة وصفتها روسيا بالبناءة، وضمت إحدى الدفعات 7 أطفال، بينهم طفلان من ذوي الإعاقات.