يوم كسر الأمير الوالد حصار غزة
في لحظة تاريخية اشرأبت لها أفئدة العرب والمسلمين، كسر حضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، جدار العزلة المفروض على قطاع غزة، في زيارة كانت الأولى لزعيم دولة منذ بدء الحصار على القطاع، وقد مثلت حينها رسالة سياسية جريئة هزت صمت العالم.
قبل 13 عاما، وفي 23 أكتوبر 2012، حطّت طائرة سمو الأمير في مطار العريش المصري، لينطلق منها في موكب يخترق الحصار الذي فرض على القطاع منذ عام 2008، ويصل إلى أرض غزة الصامدة.
وهناك استُقبل بحفاوة شعبية ورسمية عارمة عكست امتنان شعب رأى في هذه الخطوة كسرا فعليا للحصار السياسي والاقتصادي، حيث احتشد الآلاف على جانبي الطرق رافعين الأعلام القطرية والفلسطينية.
وخاطب سمو الأمير الوالد أهل القطاع بكلمات قوية ومشاعر صادقة قائلا: "إنها والله للحظة تمتزج فيها المشاعر، أن أقف بينكم اليوم على ثرى غزة الحرة الصامدة والمحاصرة"، ولم تكن كلماته حينها مجرد تعاطف، بل كانت تأكيدا على موقف قطري راسخ من عدالة القضية الفلسطينية.
وأثنى سموه على ما يقدمه أهالي القطاع، حيث قال: "أيها الإخوة، لقد كان صمودكم في وجه العدوان مثار عزة لكل العرب، ونحن نشاهدكم تدفعون الغزاة بصدوركم العارية وجباهكم المرفوعة، لا تخيفكم طائراته ولا أسلحته المحرمة دوليا ولا أرتال دباباته الثقيلة".
وحملت الزيارة معها دعما ملموسا لإعادة إعمار ما دمره العدوان، فقد دشن سموه مشاريع حيوية ضمن منحة تجاوزت قيمتها 400 مليون دولار، شملت بناء "مدينة حمد" السكنية في خان يونس وسط القطاع، وتأهيل طرق وبنية تحتية ومستشفى متخصص.
هذه الزيارة، التي انتقدها الاحتلال الإسرائيلي حينها، لم تكن مجرد حدث عابر في تاريخ القطاع، بل شكلت علامة فارقة في سجل الدعم القطري لفلسطين، فهي تجسيد حي لسياسة دولة قطر الخارجية التي لم تتردد يوما في الوقوف إلى جانب الأشقاء في أوقات الشدة، وهو دور مستمر حتى يومنا هذا في ظل ما يشهده القطاع من عدوان غاشم.