نهاية هارب دولي
عندما تظن أن باستطاعتك التسلل إلى الدوحة ببيانات مزورة فأنت لا تدرك أن دولة قطر ليست مجرد بلد آمن، بل هي حصن منيع تنتهي فيه رحلات المجرمين الهاربين مهما طال هروبهم.
هذه المرة، كُتب آخر فصول الإجرام في قبضة دولة قطر الأكثر أمانا في الشرق الأوسط، حيث اعتقد مجرم دولي أنه يستطيع خداع رجال الأمن القطري، لكن العيون الساهرة بوزارة الداخلية كانت له بالمرصاد.
من المجرم الهارب؟
ربيع الخليل، البالغ من العمر 38 عاما، عضو بارز في شبكة الجريمة المنظمة "وولف باك ألاينس" الكندية، خطط وشارك في عملية اغتيال لشخص من عصابة منافسة وقعت في فندق عام 2012، وحُكم عليه بالسجن المؤبد لمدة 25 عاما بتهمة القتل من الدرجة الأولى.
لكن القصة لم تنته عند هذا الحد، ففي يوليو 2022، نفذ الخليل عملية هروب جريئة من سجن نورث فريزر الاحتياطي في بورت كوكويتلام بكولومبيا البريطانية، بمساعدة شخصين تنكرا في زي مقاولين، ومنذ ذلك الحين وضع الإنتربول اسمه على النشرة الحمراء ليصبح واحدا من أكثر المطلوبين خطورة في كندا.
وبعد ثلاث سنوات من الهروب والمراوغة، ظن الخليل أنه تمكن من التفلت من قبضة العدالة، فحاول الدخول إلى دولة قطر ببيانات مزورة معتقدا أن بإمكانه خداع الأنظمة الأمنية المتطورة في البلاد.
لكن ما لم يدركه أن وزارة الداخلية القطرية تمتلك منظومة أمنية متقدمة لا تفوّت أي تفصيل مهما كان دقيقا، فتم القبض عليه فور محاولته دخول البلاد، وأحيل للنيابة العامة استعدادا لتسليمه للسلطات الكندية.
وفي تصريح رسمي، قالت وحدة الإنفاذ الخاصة للقوات المشتركة في كندا: "انتهت الملاحقة بفضل مهارة وخبرة وزارة الداخلية القطرية وإجراءاتها السريعة والحاسمة".
وليست هذه المرة الأولى التي تثبت فيها دولة قطر أنها محرّمة على المجرمين، فالأمن القطري ليس مجرد شعار بل واقع ملموس يعيشه المواطنون والمقيمون يوميا، بفضل يقظة أبطال وزارة الداخلية وقوة المنظومة الأمنية المتكاملة.
ويؤكد هذا النجاح أن دولة قطر باتت نموذجا إقليميا في مكافحة الجريمة العابرة للحدود، وأن أي محاولة للتسلل أو العبث بأمنها محكوم عليها بالفشل، مهما كانت خطورة المجرم أو تعقيد خططه.