عندما انتشر مقطع فيديو في أغسطس الماضي يظهر عمالا يؤدون مهامهم تحت حرارة الشمس الحارقة في محطات الوقود دون مكيفات أو مراوح، ارتفعت موجة من التساؤلات المشروعة عبر منصات التواصل الاجتماعي: أين الرحمة؟ أين الإنسانية؟ لماذا لا توفر شركة وقود أجهزة تكييف لعمالها؟

وتحولت التساؤلات من مجرد تعليقات عابرة إلى زخم حقيقي دفعت منصة "الجسرة الإخبارية" للتواصل المباشر مع شركة قطر للوقود لفهم الأسباب الحقيقية وراء هذا الوضع الذي قد يبدو للوهلة الأولى غير مبرر.

وكشفت الإجابة التي جاءت من الشركة عن حقيقة علمية وهندسية مهمة قد لا يدركها كثيرون، فمناطق تعبئة الوقود مصممة لتكون مفتوحة بالكامل بهدف ضمان التهوية المستمرة وتفادي تجمع أبخرة المواد البترولية التي قد تشكل خطورة عالية وتتسبب في حدوث حرائق لا سمح الله في حال وجود أجهزة تكييف مغلقة.

ولم يكن هذا التصميم عبثيا أو يهدف لتوفير التكاليف، بل إنه يستند إلى معايير السلامة المهنية العالمية التي تحظر استخدام معدات كهربائية قد تولد شررا أو حرارة في الأماكن التي تتواجد فيها أبخرة قابلة للاشتعال.

لكن ذلك لا يعني أن الشركة تتجاهل معاناة عمالها تحت حرارة الصيف القطري القاسية، حيث أكد مسؤولو وقود أن موضوع الإجهاد الحراري من المواضيع التي تحظى باهتمام كبير لديهم.

حيث تتبع الشركة نظاما معتمدا لقياس درجات الحرارة والرطوبة بشكل مستمر لتحديد أوقات الراحة المناسبة للعاملين وحمايتهم من الإجهاد الحراري.

ولم يقتصر الأمر على ذلك، فالشركة حرصت على أن تكون منطقة تعبئة الوقود مغطاة بشكل دائم بهدف تخفيف تأثير أشعة الشمس المباشرة على العمال، في محاولة لتحقيق التوازن الصعب بين متطلبات السلامة المهنية وراحة العاملين في الوقت ذاته.