
افتتح حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، صباح اليوم الثلاثاء 21/10/2025، دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الثاني، الموافق لدور الانعقاد السنوي الرابع والخمسين لمجلس الشورى.
وشدد سموه خلال كلمته على أن الاقتصاد القطري واصل نموه رغم التقلبات العالمية، وأن البلاد خرجت أكثر قوة وحصانة من اعتداء الاحتلال الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة الدوحة في سبتمبر الماضي.
وأكد سموه في خطابه أمام أعضاء المجلس أن القطاع المالي في دولة قطر حافظ على متانته، مدعوما بارتفاع الاحتياطيات الدولية والسيولة بالعملة الأجنبية بزيادة قدرها 3.7% على أساس سنوي.
ولفت إلى أن نسبة الدين من الناتج المحلي تراجعت من 58.4% في عام 2021 إلى 41.5% بنهاية النصف الأول من العام الجاري، واصفا ذلك بالإنجاز المهم.
وأشار سمو الأمير إلى أن الدولة حققت قفزات نوعية في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتعليم والصحة والرفاه الاجتماعي، مشددا على الحاجة إلى مضاعفة الجهود لتحقيق مزيد من الإنجازات في هذه المجالات.
وأوضح أن المرحلة الحالية تتطلب الارتقاء بدور المواطن والانفتاح على الأفكار الجديدة، داعيا إلى حمد الله على النعم والتذكير بأنها لا تدوم إلا بالجهد الدؤوب.
وفي سياق الحديث عن اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على الدوحة الذي وقع في التاسع من سبتمبر الماضي، أكد سموه أن الرد العالمي على هذا الاعتداء كان قويا وصدم من أقدم عليه.
وقد استهدفت ضربة الاحتلال مبان سكنية في العاصمة يقيم فيها الوفد المفاوض لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مما أثار موجة واسعة من الإدانات الإقليمية والدولية، حيث اعتبرته دولة قطر إرهاب دولة وانتهاكا صارخا لسيادتها.
وعلى الصعيد الفلسطيني، أكد سمو الأمير أن ما جرى في قطاع غزة خلال العامين الماضيين يشكل إبادة جماعية، مشددا على أن قضية فلسطين ليست قضية إرهاب بل قضية احتلال مديد آن أوان وضع حد له.
وأوضح أن الدولة ماضية في بذل جهود مكثفة مع شركائها لوقف إطلاق النار والتوصل إلى حل عادل ودائم.
وفي الشأن الداخلي، أعلن سمو الأمير أن مجلس الوزراء انتهى من إعداد مشروع تعديلات دستورية وتشريعية تهدف إلى تعزيز المواطنة المتساوية، داعيا إلى العودة إلى نظام تعيين أعضاء مجلس الشورى بدلا من الانتخاب.
وأوضح أن هذه التعديلات تحقق المصلحة العليا للدولة وتعزز من قيم العدل والمساواة في الحقوق والواجبات، مشيرا إلى أنها ستطرح للاستفتاء الشعبي بعد مناقشة المجلس لها.
كما شدد سموه على أهمية التربية الأسرية وضرورة اطلاع الوالدين على عملية تربية الأطفال، مؤكدا أن المسؤولية تتطلب الارتقاء بالإنسان وتشجيع الشباب على تطوير أنفسهم والإسهام في خير الوطن والمجتمع.
كما أكد أن دولة قطر ماضية في تأهيل الكوادر الوطنية وتطوير منظومة التعليم والتدريب.
واختتم سمو الأمير خطابه بالتأكيد على أن علاقة الشعب بالحكم في دولة قطر هي علاقة أهلية مباشرة، وأن الشورى من أهم أشكال المشاركة في الشأن العام وستتواصل، داعيا إلى زيادة قنوات مشاركة المواطنين وتكثيفها وتعميقها.
وأعرب عن ثقته بأن قيم الشعب القطري وأخلاقه وتواضعه وحبه لوطنه هي مصادر قوته ومبرر ثقته بالمستقبل