
حظيت الجهود الدبلوماسية القطرية التركية بترحيب إقليمي ودولي واسع، بعد نجاحها في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار فوري بين باكستان وأفغانستان في الدوحة.
وشكل هذا الإنجاز الدبلوماسي نقطة تحول في الأزمة الحدودية التي أودت بحياة العشرات من الجانبين خلال أسبوعين من الاشتباكات المتواصلة، مؤكدا على مكانة الدوحة كوسيط موثوق في تسوية النزاعات الإقليمية.
وقد رحّبت المملكة العربية السعودية بتوقيع الاتفاق، مثمنة المساعي الدبلوماسية والدور البناء الذي قامت به دولتي قطر وتركيا، مؤكدة دعم المملكة لجميع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز السلام والاستقرار.
فيما أعربت سلطنة عمان عن تقديرها لدور البلدين الوسيطين، معربة عن أملها في استدامة الاتفاق تحقيقا لسلام دائم وشامل بين باكستان وأفغانستان.
وانضمت جمهورية مصر العربية إلى قائمة الدول المرحبة بالاتفاق، مؤكدة تطلعها إلى أن يسهم في وضع حد للتوترات الحدودية وحقن الدماء واستدامة الأمن في المنطقة.
وشددت وزارة الخارجية المصرية على ضرورة الارتكاز على الحلول الدبلوماسية والحوار البناء لحل الخلافات.
كما رحّب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي بالمساعي الدبلوماسية التي قادتها الدوحة وأنقرة، مشيرا إلى أن الاتفاق يمثل خطوة إيجابية نحو ترسيخ الاستقرار وتعزيز جسور الثقة بين البلدين.
وأكد البديوي دعم مجلس التعاون لكافة المبادرات الرامية إلى إرساء السلام وتعزيز الحوار في المنطقة وخارجها.
وعلى الصعيد الدولي، أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن ترحيب بلادها بالاتفاق، داعية كابول وإسلام آباد إلى توسيع شراكتهما بما في ذلك في مجال مكافحة الإرهاب.
كما رحبت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان بإعلان وقف إطلاق النار داعية لوضع حد دائم للأعمال العدائية لحماية المدنيين.
من جهته، أعرب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحق دار عن ترحيب بلاده بالاتفاق، قائلا إن التوقيع "أمر مهم وتطور كان من الضروري أن يحدث، لذا نحن نشكر كل من دولة قطر وتركيا".
فيما رحب رئيس البرلمان الباكستاني سردار أياز صادق بالتوافق، مؤكدا أن الحرب ليست حلا للقضية بين البلدين الجارين اللذين تربطهما علاقات تاريخية عميقة.
وعلى الجانب الأفغاني، أعرب المتحدث باسم الحكومة ذبيح الله مجاهد عن امتنان بلاده العميق لقطر وتركيا على دورهما المحوري في تسهيل المفاوضات، مشيرا إلى أنه سيتم إنشاء آلية بجهود البلدين الوسيطين لدراسة المطالب المتبادلة وضمان التنفيذ الفاعل للاتفاق.
وتوافق الطرفان على عقد اجتماعات متابعة لضمان استدامة وقف إطلاق النار والتحقق من تنفيذه بطريقة موثوقة.
ويشكل هذا النجاح الدبلوماسي إضافة جديدة لسجل قطر الحافل في الوساطة الدولية، حيث نجحت الدوحة سابقا في استضافة محادثات سلام أفغانية تاريخية.
ويؤكد الاتفاق الأخير على ثقة المجتمع الدولي بالدور القطري في تسوية النزاعات الإقليمية وتعزيز السلام والاستقرار في مناطق التوتر حول العالم.