يشغل السيد محمد السويدي حالياً منصب الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار منذ 12نوفمبر 2024، وجاء تعيينه بقرار من حضرة صاحب السمو أمير البلاد.

وقد خلف في هذا المنصب منصور إبراهيم المحمود بعد تعيين الأخير وزيراً للصحة.

يقود السويدي من موقعه هذا صندوق ثروة وطني عملاق تُقدّر قيمة أصوله بنحو 526 مليار دولار (حتى عام 2024)، ويسعى إلى تعزيز عوائد الصندوق وتنويع محفظته الاستثمارية بما يتوافق مع الأهداف الاقتصادية للدولة.

وقد شغل قبل تعيينه منصب رئيس الاستثمار لإقليم أمريكا الشمالية والجنوبية، حيث أشرف على استثمارات الجهاز في مختلف فئات الأصول في الأمريكيتين

ُلد السيد محمد السويدي في الدوحة بأكتوبر عام 1981.

تلقى تعليمه في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصل على شهادة البكالوريوس مزدوجة في الإحصاء والمالية من جامعة ميسوري - كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2005.

بعد ذلك أكمل دراسته المهنية وحاز على شهادة المحلل المالي المعتمد (CFA) عام 2013.

كما نال درجة الماجستير التنفيذي في إدارة الأعمال (Executive MBA) من البرنامج المشترك TRIUM (جامعة نيويورك (NYU) وكلية لندن للأعمال (LBS) وجامعة HEC باريس) عام 2018، ما زوّده بقاعدة أكاديمية راسخة في الإدارة والاستراتيجيات المالية.

انضم السيد محمد السويدي إلى جهاز قطر للاستثمار عام 2010، وبدأ مسيرته المهنية كمحلل استثماري ضمن فرق الاستثمار المتنوعة بالصندوق.

تدرّج بعدها في المناصب الداخلية لجهاز قطر للاستثمار كالتالي:

• كبير المحللين الاستثماريين (2010-2013): عمل في تقييم وإدارة استثمارات الصندوق ضمن مختلف القطاعات.
• رئيس صناديق الأسهم الخاصة (2013-2014): تولّى إدارة وتشغيل صناديق رأس المال الخاص التابعة للجهاز، مع التركيز على تنمية المحفظة الاستثمارية وتحقيق عوائد مستدامة.
• رئيس استثمارات قطاع الصناعات وتقنية المعلومات والاتصالات (2014-2016): أشرف على حافظة QIA في قطاعات الصناعات الثقيلة وقطاع الاتصالات والتكنولوجيا، حيث قاد مشاريع استثمارية استراتيجية وعزز علاقات الصندوق مع شركاء عالميين.
• رئيس وحدة QIA Advisory – مكتب نيويورك (2016-2020): أسس وقدّم إدارة مكتب الصندوق الاستشاري في الولايات المتحدة بنيويورك، وقاد فريقه في بناء حضور قوي لصندوق قطر في السوق الأمريكية.
• الرئيس التنفيذي للاستثمار في الأمريكيتين (2020-2024): منذ عام 2020، تولّى سويدي مسؤولية رسم وتنفيذ استراتيجية الصندوق الاستثماري في كل من أمريكا الشمالية واللاتينية، مما انعكس في مضاعفة حجم الاستثمارات وتعزيز التنويع الجغرافي

مناصب سابقة قبل جهاز قطر

قبل الانضمام لجهاز قطر، شغل منصب مدير القطاع المصرفي للأعمال في مصرف الريان (2006-2010)، بعد عمله كمحلل مالي في إدارة الخزانة بشركة إكسون موبيل في قطر (2004-2006).

وإلى جانب مهامه في جهاز قطر للاستثمار، يشغل السيد السويدي عضوية مجالس إدارة عدة مؤسسات وشركات مرموقة، منها رئاسته لمجلس إدارة مجموعة هارودز (Harrods Group) وشركة «هارودز المحدودة» في لندن، وعضويته في مجلس إدارة مجموعة Ooredoo القطرية وشركة CITIC Capital Holdings الصينية، مما يعكس دوره الدولي في إدارة الأصول وتنويع الاستثمارات لمصلحة الاقتصاد القطري.

يُعرف سعادة السيد محمد السويدي بدوره المحوري في تطوير استراتيجية جهاز قطر للاستثمار، خاصة في الأسواق الأمريكية .

وفي مايو 2025، أعلن عن خطط طموحة لمضاعفة استثمارات الجهاز في الولايات المتحدة، مع التركيز على قطاعات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات والرعاية الصحية .

كما يركز السويدي على الاستثمارات طويلة الأجل التي تتماشى مع ملفات الرقمنة وإزالة الكربون والاستدامة والشمولية والنمو .
 

يؤمن السيد محمد السويدي بضرورة تطوير استراتيجيات استثمارية مرنة تتكيف مع التغيرات السريعة في الأسواق العالمية .

وقد أكد في حوار تلفزيوني حديث على أهمية وضع سياسات واضحة لتحديد المخاطر والتخفيف منها في عالم متغير .

ويركز على بناء فريق عمل قوي ومتخصص، معرباً عن فخره بالفريق الذي يعمل معه في جهاز قطر للاستثمار .

كما يؤكد على أهمية الوفاء بالوعود لبناء الثقة مع المستثمرين، قائلاً: "نحن نفي بوعودنا، وجهاز الاستثمار القطري يحقق نجاحاً لأنه إذا وعد وفى"

تجمع مسيرة السيد محمد السويدي بين الخبرة الاحترافية والخبرة التقنية، فتشكّل خبراته الطويلة في إدارة الاستثمارات السيادية والقنوات المالية ركيزة أساسية لمسيرته الحالية.

يقود اليوم شؤون جهاز قطر للاستثمار بحكمة وثقة، مسخرًا خبرته لتوجيه الصندوق نحو فرص استثمارية مستدامة ومبدعة.

وترتكز قيادته على دمج الابتكار التقني (خاصة الرقمنة والذكاء الاصطناعي) مع معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية، الأمر الذي يسهم في تعزيز تنوع الاقتصاد الوطني وصمود ثروات قطر للأجيال المقبلة.

إن الشخصيّة القيادية المتطلعة إلى المستقبل التي يمثّلها السويدي تشكِّل نموذجًا لقيادات اقتصادية شابة في قطر، تجمع بين الطموح والرؤية الاستراتيجية الهادفة لبناء اقتصاد قطري قوي ومُستدام.