تشغل سعادة الشيخة نجوى بنت عبدالرحمن آل ثاني منصب وكيل وزارة العمل منذ 15 ديسمبر 2024، بموجب المرسوم الأميري رقم 106 لسنة 2024 الذي أصدره حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.

وتشرف سعادتها في هذا المنصب على إصلاحات العمل الاستراتيجية وسياسات سوق العمل، وتقود جهود تطوير قطاع العمل بما يحقق أهداف التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.

تعكس مسيرة سعادة الشيخة نجوى التعليمية تنوعا أكاديميا وتدرجا منهجيا في التخصصات المرتبطة بمجال عملها.

حصلت على بكالوريوس العلوم في الاتصالات مع شهادة في دراسات الشرق الأوسط من جامعة نورثويسترن في دولة قطر عام 2015، حيث تميزت بأداء استثنائي جعلها تلقي خطاب التخرج نيابة عن دفعتها.

وتابعت دراستها العليا في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة حيث حصلت على درجة الماجستير في الحوكمة العالمية والدبلوماسية، مما أهلها لفهم التحديات الدولية والسياسات العامة.

وتُكمل حاليا درجة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية والإنسانية في جامعة حمد بن خليفة، مما يعكس التزامها بالتطوير المستمر والبحث العلمي.

• البدايات في مجال حقوق الإنسان

بدأت سعادة الشيخة نجوى مسيرتها المهنية في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في دولة قطر، حيث شغلت منصب مديرة التعاون الدولي، وهي التجربة التي أرست الأسس المتينة لفهمها العميق لقضايا حقوق الإنسان والعمل اللائق.

وتستمر مشاركتها في هذا المجال من خلال عضويتها في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان كممثلة عن وزارة العمل.

دور محوري في اللجنة العليا للمشاريع والإرث

انتقلت سعادتها للعمل كمديرة الاتصالات في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، الجهة المسؤولة عن تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.

وفي هذا المنصب، لعبت دورا رئيسيا في الاتصالات الاستراتيجية والتعامل مع الإعلام الدولي.

• التدرج في وزارة العمل

في أغسطس 2023، عُيّنت سعادة الشيخة نجوى في منصب الوكيل المساعد لشؤون العمالة الوافدة في وزارة العمل.

وخلال هذه الفترة، ساهمت بشكل فعال في صياغة سياسات العمل في دولة قطر وتطوير برامج حماية العمالة الوافدة. وفي ديسمبر 2024، تم تعيينها وكيلا لوزارة العمل، لتشرف على إصلاحات العمل الاستراتيجية وسياسات سوق العمل.

• المسؤوليات والأدوار الحالية

تشغل سعادة الشيخة نجوى عددا من المناصب القيادية المهمة، حيث تعمل كنائب رئيس مجلس إدارة صندوق دعم وتأمين العمال، والأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر.

كما تترأس لجنة الحد الأدنى للأجور، وهي عضو في اللجنة الوطنية لتخطيط القوى العاملة، وعضو مجلس إدارة الشركة القطرية لحلول القوى البشرية "جسور".

• إصلاحات سوق العمل

تقود سعادة الشيخة نجوى جهود تطوير سوق العمل القطري من خلال تنفيذ سلسلة من الإصلاحات الهامة.

وقد أكدت أن "دولة قطر نفذت خلال السنوات القليلة الماضية سلسلة تحديثات لتعزيز قوانين العمل بهدف تحسين بيئة العمل وجذب الأيدي العاملة الماهرة، وتعزيز العدالة الاجتماعية".

وتشمل هذه الإصلاحات تطوير منصة بيانات سوق العمل وتعزيز برامج توطين الوظائف.

• مكافحة الاتجار بالبشر

في إطار دورها كأمين عام للجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر، تقود سعادتها جهود مكافحة الاتجار بالبشر من خلال تنظيم الدورات التدريبية والورش التوعوية.

وقد أطلقت الوزارة تحت قيادتها استراتيجية شاملة لمكافحة الاتجار بالبشر تشمل تكوين المجالس القطاعية وتنظيم ورش تدريبية متخصصة.

• التعاون الدولي

تلعب سعادة الشيخة نجوى دورا محوريا في تعزيز التعاون الدولي في مجال العمل، حيث تقود جهود حوار الدوحة حول تنقل العمالة بين دول الخليج وإفريقيا.

وتواصل عقد اجتماعات دولية مع وزراء العمل من دول مختلفة، مما يعزز مكانة دولة قطر في المحافل الدولية.

• منتدى الدوحة ومنصات دولية

شاركت سعادة الشيخة نجوى في منتدى الدوحة 2024 كمتحدثة في جلسة "مستقبل العمل أمامنا. من مستعد؟"، حيث ناقشت التحديات المستقبلية لأسواق العمل العالمية.

كما شاركت في القمة العالمية للحكومات 2025 في دولة الإمارات العربية المتحدة.

• الندوات الأكاديمية

تشارك سعادتها بانتظام في الندوات الأكاديمية والمؤتمرات المتخصصة، حيث شاركت في الندوة الدولية حول التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

• العودة إلى الجامعة الأم

في لحظة مميزة تعكس النجاح والتطور المهني، عادت سعادة الشيخة نجوى إلى جامعة نورثويسترن قطر في مايو 2025 كمتحدثة في حفل التخرج، بعد عقد من تخرجها من الجامعة نفسها.

وقالت في هذه المناسبة: "تسعدني العودة إلى جامعة نورثويسترن قطر بالفعل، فهي المكان الذي أدى دورا جوهريا في رسم ملامح رحلتي المهنية".

• نحو عدالة اجتماعية شاملة

تؤكد سعادة الشيخة نجوى على أن "استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر تحرص على الاستمرار في مواجهة التحديات العالمية بهدف تحقيق العدالة الاجتماعية".

وتركز على ضرورة "استغلال التطورات التكنولوجية الحديثة في حماية العمال وسلامتهم دون المساس بأمانهم الوظيفي".

• تمكين المرأة

تبنت سعادتها سياسات تمكين المرأة في سوق العمل، حيث تؤكد أن "دولة قطر تبنت سياسات وتشريعات وطنية تعمل على تمكين عمل المرأة وبناء وتعزيز قدرتها عن طريق إتاحة فرص التعليم والتدريب وتقلد الوظائف العامة بما فيها الوظائف القيادية".

تمثل سعادة الشيخة نجوى بنت عبدالرحمن آل ثاني نموذجا متميزا للقيادة الشابة في دولة قطر، حيث تجمع بين التأهيل الأكاديمي المتقدم والخبرة العملية المتنوعة في مجالات حيوية متعددة.

ومن خلال تدرجها المهني الذي بدأ في مجال حقوق الإنسان ووصل إلى قيادة وزارة العمل، تسهم سعادتها في تطوير سوق العمل القطري وتعزيز مكانة الدولة دوليا.

وتعكس مسيرتها المهنية والتعليمية التزاما عميقا بالتطوير المستمر والعمل من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، مما يجعلها أحد الرموز القيادية الواعدة في المنطقة.