انطلقت في الدوحة أعمال مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية برعاية كريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في حدث دولي استثنائي يجسّد مكانة دولة قطر الرائدة على الساحة العالمية.
واستقبل المؤتمر أكثر من 8 آلاف مشارك من رؤساء دول وحكومات ووزراء ومسؤولين أمميين وممثلي المجتمع المدني والقطاع الخاص والشباب، في مشاركة واسعة تعكس الأهمية الكبرى التي يوليها المجتمع الدولي لقضايا التنمية الاجتماعية.
وتشهد القمة حضور 24 رئيسا ونائب رئيس من قادة دول العالم، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
ويمثل هذا المؤتمر أول اجتماع رسمي للجمعية العامة للأمم المتحدة يُعقد خارج نيويورك أو جنيف، وفقا للنظام الداخلي للجمعية العامة، وهو ما يؤكد الثقة الدولية في قطر ودورها المحوري كشريك استراتيجي للأمم المتحدة.
وتأتي القمة بعد 3 عقود من انعقاد النسخة الأولى في كوبنهاغن عام 1995، في لحظة وصفتها الأمم المتحدة بالحاسمة لمواجهة التحديات الاجتماعية المتصاعدة عالميا.
ويتضمن المؤتمر سلسلة من الفعاليات المهمة، أبرزها الاجتماع الأول لقادة التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر، ومنتدى الدوحة للحلول من أجل التنمية الاجتماعية، إضافة إلى منتدى القطاع الخاص ومنتدى المجتمع المدني.
كما يُعقد على هامش القمة منتدى برلماني بالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي حول دور البرلمانيين في التنمية الاجتماعية.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن 700 مليون شخص يعيشون في فقر مدقع، مشيرا إلى غياب الحماية الاجتماعية عن ملايين الأشخاص حول العالم.
ودعا إلى حشد 1.3 تريليون دولار سنويا لتمويل مكافحة التغير المناخي في الدول النامية، مؤكدا أن العالم يبتعد عن تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وكانت دولة قطر قد أطلقت مؤخرا استراتيجيتها للتنمية الاجتماعية والأسرة للفترة 2025-2030 تحت شعار "من الرعاية إلى التمكين"، والتي تهدف لبناء مجتمع متماسك قائم على العدالة وتكافؤ الفرص، بما يتوافق مع رؤية قطر الوطنية 2030.
ويمثل المؤتمر منصة دولية رفيعة لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة في مجال التنمية الاجتماعية، ويسهم في صياغة رؤى وسياسات تعزز العدالة الاجتماعية على المستوى العالمي.
ومن المنتظر أن تتوّج القمة باعتماد "إعلان الدوحة السياسي"، الذي يجدد التأكيد على الترابط بين القضاء على الفقر وتوفير فرص العمل اللائق للجميع، وتحقيق الإدماج الاجتماعي، كعناصر أساسية لتحقيق التنمية المستدامة.
وتستمر فعاليات المؤتمر 3 أيام بمركز قطر الوطني للمؤتمرات المجهز بأحدث التقنيات.