
أُتمّت اليوم الإثنين عملية تبادل واسعة للأسرى المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
حيث أفرجت المقاومة الفلسطينية عن 20 أسيرا للاحتلال الإسرائيلي أحياء مقابل إطلاق سراح نحو 1968 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، في خطوة تمثل تقدما ملموسا نحو إنهاء الحرب المدمرة على القطاع.
وانطلقت عملية التبادل صباح اليوم على مرحلتين، حيث سلّمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الدفعة الأولى المؤلفة من 7 أسرى إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة عند الساعة الثامنة صباحا.
تلتها الدفعة الثانية من 13 أسيرا الذين سُلّموا في جنوب القطاع، وتمت العملية بسلاسة ودون أي مظاهر احتفالية أو إعلامية وفقا لبنود الاتفاق الموقّع.
في المقابل، أطلق الاحتلال الإسرائيلي سراح 1968 أسيرا فلسطينيا، من بينهم 250 محكوما بالسجن المؤبد وأكثر من 1700 معتقلا منذ بدء الحرب على القطاع في أكتوبر 2023، علما بأن 143 من المحررين تم إبعادهم خارج الضفة الغربية.
وانطلقت حافلات نقل الأسرى المحررين من سجني عوفر وكتسيعوت متجهة إلى قطاع غزة ورام الله وسط فرحة عارمة من الأهالي والمستقبلين.
وجاءت عملية التبادل تنفيذا لاتفاق شرم الشيخ الذي أُعلن عنه في 9 سبتمبر الماضي، بعد مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل برعاية قطرية مصرية أميركية، في إطار ما أسماه الرئيس الأميركي دونالد ترامب "خطة السلام" المكونة من 20 بندا لإنهاء الحرب في غزة.
وينص الاتفاق على وقف إطلاق النار التدريجي، والانسحاب الإسرائيلي من مناطق محددة، وإدخال المساعدات الإنسانية بما لا يقل عن 600 شاحنة يوميا.
وكان الدكتور ماجد الأنصاري المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية أكد في وقت سابق موافقة الجانبين على جميع بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، مشيرا إلى أن ذلك يؤدي إلى "وقف الحرب والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية".
من جانبه، وصف الرئيس ترامب ما يحدث في المنطقة بـ"الفجر التاريخي للشرق الأوسط الجديد"، واصفا ذلك بأنه "الخطوات الأولى نحو سلام قوي ودائم"، فيما رحّبت حركة حماس بنجاح عملية التبادل، داعية ترامب والدول الوسيطة إلى ضمان التزام إسرائيل بتنفيذ وقف إطلاق النار بالكامل.
تأتي هذه الخطوة بعد حرب مدمرة استمرت عامين على قطاع غزة، راح ضحيتها عشرات الآلاف من الفلسطينيين، ودُمرت خلالها البنية التحتية والمستشفيات والمدارس، وتسببت في نزوح مئات الآلاف من سكان القطاع.
وتبقى الآمال معقودة على نجاح المرحلة الأولى من الاتفاق لتمهيد الطريق نحو سلام شامل ودائم في المنطقة، خاصة مع استمرار الجهود القطرية والمصرية لضمان تطبيق كافة بنود الاتفاق.