
استضافت العاصمة القطرية الدوحة، الأحد، توقيع إعلان مبادئ بين الحكومة الكونغولية وحركة "إم 23" المتمردة، ينص على وقف دائم لإطلاق النار، في خطوة تاريخية تمهد لإنهاء نزاع دام أكثر من عقد في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأدوى بحياة أكثر من 6 ملايين شخصا.
جاء هذا الإنجاز ثمرة للجهود الدبلوماسية المكثفة التي بذلتها دولة قطر خلال الأشهر الماضية، حيث عملت على تهيئة بيئة مواتية للحوار البناء بين الطرفين المتصارعين.
وشارك في مراسم التوقيع ممثلون رسميون عن الجانبين، إلى جانب وفد قطري رفيع المستوى بقيادة وزير الدولة للخارجية.
- إطار شامل للسلام الدائم
ويتضمن إعلان المبادئ التزامات متبادلة بين الحكومة الكونغولية وحركة "23 مارس"، ويؤسس لإطار عام يمهد لانطلاق مفاوضات بناءة تهدف للتوصل إلى اتفاق سلام شامل.
وتنشط حركة "23 مارس" في المناطق الشرقية من الكونغو الديمقراطية، وبالأخص في مقاطعة كيفو الشمالية التي تحد كلا من أوغندا ورواندا.
- تصريحات رسمية تؤكد أهمية الاتفاق
وأكد سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، أن هذا التطور يعكس إيمان قطر بأهمية الحوار كوسيلة لحل النزاعات.
وأشار إلى التزام دولة قطر بدعم مسارات الحل السياسي بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي، وبما يكمل التقدم المحرز بتوقيع اتفاق السلام بين الكونغو ورواندا في واشنطن يونيو الماضي.
- ترحيب إقليمي ودولي واسع
رحبت أطراف عدة بإعلان المبادئ بين الحكومة الكونغولية وحركة "إم 23" المتمردة، في خطوة وُصفت بأنها مفصلية، حيث أعربت السعودية ومصر والإمارات عن ترحيبها بالاتفاق وأثنت على الجهود القطرية.
وعبرت سفيرة الكونغو الديمقراطية لدى دولة قطر، فاليري لوسامبا كابييا، عن خالص امتنانها لسمو الأمير المفدى على التزامه بالسلام والاستقرار في إفريقيا والعالم.
- تحديات النزاع وأهمية الحل
وفق أرقام الأمم المتحدة، فإن نحو 4 آلاف عسكري رواندي يقاتلون في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، مما يثير مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع.
شهدت المنطقة الشرقية صراعات دامية أسفرت عن سقوط آلاف الضحايا وتشريد مئات الآلاف من المدنيين عبر العقود الماضية.
- آفاق المرحلة المقبلة
من المقرر أن تستكمل المباحثات خلال المرحلة المقبلة بمشاركة فاعلة من الأطراف الإقليمية والدولية، بهدف الوصول إلى اتفاق نهائي وشامل يكرس الأمن والاستقرار في المنطقة.
يمثل هذا الإنجاز القطري إضافة جديدة لسجل الدوحة في الوساطة الدولية وحل النزاعات، مؤكدا دورها المحوري في تعزيز السلم والأمن الدوليين.