في خطوة تعزز التعاون الدفاعي والصناعي بين الدوحة وأنقرة، افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مصنع "BMC" للمدرعات والمحركات الثقيلة بالعاصمة التركية، بحضور الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الدفاع.
ويمثل المصنع نموذجا للشراكة الاستراتيجية بين البلدين، حيث تمتلك دولة قطر حصة تبلغ 49.9% عبر مجموعة برزان القابضة
ويأتي هذا الافتتاح تزامنا مع تدشين إنتاج دبابة "ألطاي" محلية الصنع، حيث سُلمت 3 دبابات للجيش التركي خلال الحفل، ضمن خطة لإنتاج 250 دبابة بحلول عام 2028.
وأكد الرئيس أردوغان في كلمته أن المصنع سينتج 8 دبابات ألطاي و10 مدرعات ألتوغ شهريا، مشددا على الطموح التركي لتحقيق الاستقلال الكامل في صناعة الدفاع.
وتُعد دبابة "ألطاي" دبابة قتال رئيسية من الجيل الثالث، طُوّرت بخبرات وإمكانيات محلية تركية بالكامل، وتتميز بتجهيزها بأحدث أنظمة الحاسب الآلي ونظام مكافحة الحرائق، فضلا عن حمايتها ضد الأسلحة الكهرومغناطيسية، كما زُودت بمدفع رئيسي من عيار 120 ملم وأسلحة متطورة أخرى.
وفي تصريحات خلال الحفل، أشاد الرئيس التركي بصناعات الدفاع التركية قائلا: "يثبت هذا المصنع ودبابة ألطاي أن ثقتنا بالمهندسين الأتراك لا تذهب سدى، ونتقدم نحو هدفنا المتمثل ببناء تركيا مستقلة تماما في صناعات الدفاع".
وأضاف أن تركيا تُعد من بين أكبر 3 دول في العالم في إنتاج الطائرات المسيَّرة المسلحة، وتحتل المرتبة الحادية عشرة في قائمة أكبر مصدري الصناعات الدفاعية عالميا.
من جانبه، هنأ الوزير القطري الجمهورية التركية باليوم الوطني، مؤكدا أن الشراكة الدفاعية بين البلدين تمثل انطلاقة لمزيد من التعاون الاقتصادي.
وقال: "نشعر بالسعادة لهذه الشراكة الدفاعية التي تمخضت عن إنتاج الدبابة ألطاي بشراكة بيننا وبين الجمهورية التركية الصديقة"، مشيرا إلى أن أمير قطر كلفه بتمثيله في هذا الافتتاح.
وعلى هامش مراسم الافتتاح، عقد الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني لقاء ثنائيا مع وزير الدفاع التركي يشار غولر في مقر وزارة الدفاع التركية بأنقرة، ثم ترأسا اجتماعا موسعا على مستوى وفدي البلدين.
وجرى خلال اللقاء مناقشة المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين، وسبل تعزيزها وتطويرها، بحضور عدد من كبار الضباط من الجانبين في إطار تعميق التنسيق الدفاعي والأمني المستمر بين الدوحة وأنقرة.
وتأتي هذه الشراكة في إطار تعزيز التعاون الصناعي والدفاعي بين دولة قطر والجمهورية التركية، بما يسهم في تطوير القدرات الدفاعية والصناعات العسكرية في البلدين الشقيقين، حيث تمتلك مجموعة برزان القابضة عدة مصانع استراتيجية في دولة قطر، وتسعى لتعزيز مساهمتها في قطاع الصناعات الدفاعية الإقليمية.