رد سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة الشيخ مشعال بن حمد آل ثاني على تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها النائب الأمريكي راندي فاين حول الاتفاق القطري الأمريكي لتدريب الطيارين القطريين في قاعدة ماونتن هوم الجوية بولاية أيداهو، في رسالة تهدف إلى تصحيح المعلومات المضللة.
وكان فاين، النائب عن الدائرة السادسة في فلوريدا، قد أبدى - خلال مقابلة تلفزيونية- اتفاقه مع الناشطة اليمينية المتطرفة لورا لومر على أن "الجميع يجب أن يخاف" من الطيارين المقاتلين المسلمين الذين يتدربون في قاعدة جوية أمريكية.
وجاءت هذه التصريحات في سياق انتقاده للاتفاق الذي أعلنه وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث بشأن بناء منشأة تدريب للقوات الجوية الأميرية القطرية في القاعدة.
وخاطب الشيخ مشعال النائب فاين لتصحيح عدة معلومات غير دقيقة وردت في المقابلة، مؤكدا أن دولة قطر حليف استراتيجي للولايات المتحدة.
وكتب السفير: "أفترض أنك لم تقصد أن تُفهم تصريحاتك على أنها خوف شامل من المسلمين"، مشيرا إلى أن نحو 3.5 مليون مسلم يعيشون في الولايات المتحدة، منهم 127 ألفا في ولاية فلوريدا وحدها.
ونشرت السفارة القطرية في واشنطن عبر منصة إكس صورة الرسالة، مؤكدة أنها تواصلت مع فاين "لفتح حوار مباشر وتوضيح الحقائق".
وأضافت السفارة: "هدفنا كان تصحيح الادعاءات الكاذبة من خلال التواصل المفتوح، وهو أمر ندعمه باستمرار، حتى مع أولئك الذين لا نتفق معهم دائما".
ونفت السفارة بشكل قاطع الادعاءات التي روجتها لومر بأن الرسالة تحتوي على "تهديدات"، مؤكدة أنها مجرد بيانات وقائعية بروح الحوار المفتوح.
وتستضيف دولة قطر قاعدة العديد الجوية، أكبر منشأة عسكرية أمريكية في منطقة الشرق الأوسط، ولعبت دورا محوريا في التوسط إلى جانب مصر في المفاوضات التي أدت إلى وقف إطلاق النار في غزة.
ورفض السفير القطري أيضا الادعاءات بأن دولة قطر "تؤثر" على التعليم العالي الأمريكي من خلال استضافتها لستة جامعات أمريكية في الدوحة، موضحا أن "قطر لا تؤثر على سياسات الجامعات، وليس لديها الاهتمام أو الوسائل للتأثير على أي سلوكيات في الجامعات الأم".
وأشار إلى أن تقرير مجلس النواب الأمريكي الصادر في 18 ديسمبر 2024 لم يجد أي دليل على تورط دولة قطر في صعود معاداة السامية في الجامعات الأمريكية.
ويأتي الاتفاق بشأن منشأة التدريب في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، حيث ستموّل دولة قطر بالكامل بناء وصيانة المنشأة لمدة 10 سنوات، على غرار اتفاقيات مماثلة مع حلفاء آخرين مثل سنغافورة التي تستضيف قاعدة ماونتن هوم طياريها منذ عام 1998.
وتعكس هذه الخطوة الدبلوماسية حرص دولة قطر على الرد على حملات التضليل والخطاب المعادي للمسلمين، مع التمسك بالشراكة الاستراتيجية مع واشنطن والحفاظ على علاقات ثنائية قوية تخدم المصالح المشتركة للبلدين في المنطقة والعالم.